فصل: باب ما ذكر من فضل الأوزاعي ونصحه للإسلام واهله:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجرح والتعديل (نسخة منقحة)



.رسالة الأوزاعي إلى أمير المؤمنين شفاعة في زيادة ارزاق أهل الساحل:

حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة قال أخبرني أبي عن الأوزاعي انه كتب اما بعد ولى الله لأمير المؤمنين أموره بما ولى به أمور من هدى واجتبى وجعله بهم مقتديا فان أمير المؤمنين أصلحه الله كتب إلى أن ألا ادع اعلامه كلما فيه صلاح عامة وخاصة فان الله عز وجل يأجر على من عمل به ويحسن عليه الثواب وانا اسأل الله عز وجل ان يلهم أمير المؤمنين من أعمال البر ما يبلغه به عفوه ورضوانه في دار الخلود
وقد كان أمير المؤمنين حفظه الله قصر بأهل الساحل على عشرة دنانير في كل عام سلفا من عطياتهم وامير المؤمنين أصلحه الله ان نظر في ذلك عرف انه ليس في عشرة دنانير لامرئ ذي عيال عشرة أو أدنى من ذلك اواكثر كفاف وان قوت عشرة وقتر على عياله فربما جمع الرجل عشرته في غلاء السعر في شراء طعام لعياله ما يجد منه بدا ثم يدان بعد ذلك في ادامهم وكسوتهم وما سوى ذلك من النفقه عليهم في عشرة لقابل ولو أجرى عليهم أمير المؤمنين أصلحه الله في اعطياتهم سلفا في كل عام خمسة عشر دينارا ما كان فيها عن مصلح ذي عيال فضل ولاقدر كفاف وأهل الساحل بمنزل عظيم غناؤه عن المسلمين فإنه لا يستمر لبعوث أمير المؤمنين فصول إلى ثغوره ولا سياحة في بلاد عدوهم حتى يكون من وراء بيضتهم وأهل ذمتهم بسواحل الشام من يدفع عنهم عدوا ان هجم عليهم وانهم إذا كان القيظ تناوبوا الحرس على ساحل البحر رجالا وركبانا وإذا كان الشتاء قاسوا طول الليل وقرة ووحشته حرسا في البروج والناس خلفهم في اجنادهم في البيوت والأدفاء فإن رأى أمير المؤمنين حفظه الله أن يأمر لهم في اعطياتهم قدر الكفاف ويجريه عليهم في كل عام فعل وقد تصرمت السنة التي كانت تأتيهم فيها عشراتهم ودخلوا في غيرها حتى اشتدت حاجتهم وظهر عليهم ضرها وهم رعية أمير المؤمنين والمسئول عنهم فإنه راع وكل راع مسئول عن رعيته وقد بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انه لحبيب إلى ان افارق الدنيا وليس منكم أحد يطلبنى بمظلمة في نفسه ولا ماله أتم الله على الأمير نعمته واحسن بلاءه في رعيته وقد قدم علينا رسول أمير المؤمنين أصلحه الله بالعطية من النفقة والكسوة التي أمر أمير المؤمنين عافاه الله بقسمها في أهل الساحل فقسمناها فيهم من دينار لكل رجل ودينارين وقل المال عن اليتامى والارامل فلم يقسم فيهم منه شيء ولليتامى والارامل وهم من المساكين في الوجوه الثلاثة في كتاب الله عز وجل من الصدقات ومن خمس المغانم وما افاء الله على رسوله والمؤمنين من أهل القرى فأن رأى أمير المؤمنين أصلحه الله ان يبعث بما يقسم فيهم فعل جعل الله أمير المؤمنين برسوله صلى الله عليه وسلم متشبها في رأفته ورحمته بالمؤمنين واتم عليه نعمته ومعافاته والسلام عليك ورحمة الله.

.رسالة الأوزاعي إلى عبد الله بن محمد أمير المؤمنين يعظه ويحثه على ماحل باهل قال يقال وطلب الفداء:

حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة قال أخبرني أبي عن الأوزاعي انه كتب إلى عبد الله بن محمد أمير المؤمنين أما بعد فان الله عز وجل إنما استرعاه أمر هذه الأمة ليكون فيها بالقسط قائما وبنبيه صلى الله عليه وسلم في خفض الجناح لهم متشبها وباعماله التي مع قرابته فإنه من القدوة في أعمال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة وبلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في اليوم الذي قبضه الله عز وجل فيه فاطمة بنت رسول الله ويا صفية عمة
رسول الله اعملا لما عند الله عز وجل فانى لا املك لكما من الله شيئا وبلغنا انه أمر قريشا ان تجتمع فلما اجتمعت قال لهم الا ان اوليائى المتقون فمن اتقى فهو أولى بي منكم وان كنتم أقرب منه رحما نسأل الله ان يسكن دهماء هذه الأمة على أمير المؤمنين ويصلح به امورها ويرزقه رحمها والرأفه بها فان سياحة المشركين كانت عام أول في دار الإسلام وموطا حريمهم واستنزالهم نساء المسلمين وذراريهم من معاقلهم بقاليقلا لا يلقاهم من المسلمين لهم ناصر ولا عنهم مدافع كان بما قدمت ايدى الناس وما يعفو الله عنه أكثر فان بخطاياهم سبين وبذنوبهم استخرجت العواتق من خدورهن يكشف المشركون عوراتهن ولائد تحت ايدى الكوافر يمتهنونهن حواسر عن سوقهن واقدامهن ويردون ولدانهن إلى صبغة الكفر بعد الإيمان مقيمات في خشوع الحزن وضرر البكاء فهن بمرأى من الله عز وجل ومسمع وبحيث ينظر الله من الناس إلى اعراضهم عنهن ورفضهم اياهن في ايدى عدوهم والله عز وجل يقول من بعد أخذه الميثاق من بنى إسرائيل ان اخراجهم فريقا منهم من ديارهم كفر ومفاداتهم اساراهم ايمان ثم أتبع اختلافهم وعيد منه شديد لا يهتم بأمرهن جماعة ولا يقوم فيهن خاصة فيذكروا بهن جماعتهم فليستعن بالله أمير المؤمنين وليتحنن على ضعفاء أمته وليتخذ إلى الله فيهن سبيلا وليخرج من حجة الله عليه فيهن بان ان يكون أعظم همه وآثر أمور أمته عنده مفاداتهن فان الله عز وجل حض رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على من اسلم من الضعفاء في دار الشرك فقال مالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان إلى قوله نصيرا هذا ولم يكن على المسلمين لوم فيهن فكيف بالتخليه بين المشركين وبين المؤمنات يظهر منهن لهم ما كان يحرم علينا الا بنكاح وقد حدثني الزهرى انه كان في كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتب به بين المهاجرين والأنصار ان لا يتركوا مفرحا ان يعينوه في فداء أو عقل ولا نعلم انه كان لهم يومئذ فئ موقوف ولا أهل ذمة يؤدون إليهم خراجا الا خاصة أموالهم ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين بالنساء في حجة الوداع وقوله إنما اوصيكم بالضعيفين المرأة والصبي ومن رافة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بهن قوله انى لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فاتجوز في صلاتي كراهة ان أشق على أمه فبكاؤها عليه من صبغة الكفر أعظم من بكائه بعض ساعة وهى في الصلاة وليعلم أمير المؤمنين انه راع وان الله مستوف منه وموفيه حين يوقف به على موازين القسط يوم القيامة أسأل الله ان يلقى أمير المؤمنين حجته ويحسن به الخلافة لرسوله في أمته ويؤتيه من لدنه أجر عظيما والسلام عليك.

.رسالة الأوزاعي إلى سليمان بن مجالد في التعطف بالمكتوب عند الخليفة في التماس الفداء لأهل قال يقال:

حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة قال أخبرني
أبى عن الأوزاعي انه كتب إلى سليمان بن مجالد اما بعد فانا وان لم يكن جمعنا وإياك تلاق ولابدء كتاب كنا على تواصل منه لم يبطئ منا عنك ما يجد المسلم من البشر لاخوانه وان كانت الأفاق بهم مفترقه فان الالفة بحمد الله جامعة وروح الله يجرى بين عباده فنسأل الله ان يجعلك وايانا من نعمته في ذات بيننا على توفيق يدخلنا به برحمته في عباده الصالحين ثم انه ينبغي لمن نعشه الله من الجهل وافضل عليه بمعرفة ما نفع من الأمور وما ضر منها ان يتوقى اهمال نفسه ورفض السعى بالنصيحة لله عز وجل في عباده وانك من الحق بسبب معرفة به وبنعمة من حجة الله عندك وبمكان ممن اليه جماع أمر امة محمد صلى الله عليه وسلم فلا تدافع ما أنت مسئول عنه ان رأيت ان دونه قرابة اولطف بطانة إذا كان بموقع من الحجاب عنه موضوع وممن ان قال لم يتهم وان خولف لم يستغش فان عذر عليه أمر في موطن أدرك غيره في سواه وقد رأيت ان اكتب إليك في أمر رايتك له موضعا وأرجو أن تكون بما عليك فيه من الحق عالما ان شاء الله ان ترك لن يؤمن سوء تبعته وتعجيل الغير الا ان يعفو الله ويلهم المخرج والتوبة اليه وذلك فيما أصاب المشركون من عذارى المسلمين ونسائهم بقاليقلا وترك مفاداتهم فان بكاءهم إلى الله عز وجل بمرأى واصواتهم منه بمسمع حين يكشف المشركون عوراتهن وحين ينظرن من اولادهن إلى صبغة الكفر بعد الإيمان فالله الله فيهن فإنك من امرهن بسقب وبحيث ان قلت فيهن بخير سمع منك اوكان معذرة إلى الله عز وجل فاد رحمك الله حصتك فيهن إلى الله وحصص من لا يستطيع ان يقع موقعك من ولى امورهم واشتر نفسك بذلك من الله بمالك فإنك تقرض كريما شاكرا عسى الله ان مس عباده بعقاب نجاك منه أو برحمة يخصك بها وقد كتبت إلى أمير المؤمنين فيهن بكتاب بعثت به إليك لتدفعه اليه ولكن بما أحببت من تقديم القول فيهن سببا أسأل الله ان يجعلك فيما يحب ان يقيم به عباده معاونا وبالحق فيه قائما وان يؤتيك عليه من لدنه اجرا عظيما والسلام عليك ورحمة الله.

.رسالة الأوزاعي إلى عيسى بن على:

في جواب من دفع عن نفسه تنبيه الخليفة في أمر قال يقال واستدعاء تذكير الأوزاعي للخليفة حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد قال أخبرني أبي قال كتب الأوزاعي إلى عيسى بن على اما بعد فان سياحتكم في سبيل الله كان أمر هدى وقربة فنسأل الله ان يجعلها غزوة يقطع بها ما كانت فيه هذه الأمة من جهد حدثها ثم لا يعيدها فيه وان يستقبل به التوبة عليهم والعفو عنهم وحسن الخلافة لنبيه صلى الله عليه وسلم فيهم انه رءوف رحيم ونسأله ان يتم لك اجرها وتفضيل النفقة فيها وقد بلغني كتابك جواب ما كنت كتبت به إليك في أهل قال يقال تذكر أنه أضر بهم انك لم تر أحدا به طرق يقوم بذلك ولا يذكر به وتأمرنى بمحادثتك فيهم ان قضا الله لك من غزاتك ايابا وصدقت رحمك الله فيما ذكرت فكم من موسوم يرى ان عنده خيرا من أهل الآفاق يقدم على خليفة وآخر مقيم عنده وفى صحابته ليس عنده فضل عن مسألته لنفسه فيذكر بحق ضعيف بعيد الشقة اومستحوذ عليه في دار الشرك فإنه قد كان حين تغيرت حال الناس وفيهم بقية يذكرون فيبلغ عنهم ويقولون فيسمع منهم ثم صرت في دولة زمان أمر العامة فيه على جفاء لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا وحال الخاصة على أمور متفرقه وعصمة رأى كل فرقة في الفتها معرفة محبتها الا قليلا فكن رحمك الله للضعفاء بحقوقهم قائما وبأمر سبايا المؤمنات وولدانهن مهتما ومن الوجد عليهن من ذل الكفر وتكشف عوراتهن ورد ولدانهن إلى صبغة الكفر بعد الإيمان معنيا وبالسعى بالنصيحة لمن لا ولى له ولا مذكر به الا الله عاملا عسى الله ان يجعلك له في الأرض شاهدا وله فيما يحب ان يعمل به مواليا جعلك الله ممن اختصه برحمته فسارع إلى مغفرته وآب إلى رضوانه والسلام عليك.

.رسالة الأوزاعي إلى أبي بلج:

في موعظة الوالى في حسن السيرة في الرعية والمعدلة باهل الذمة حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة قال أخبرني أبي قال كتب الأوزاعي إلى أبي بلج اما بعد صرف الله عنا وعنك الميل عن الحق من بعد المعرفة والجهل عما نفع واتباع الهوى بغير هدى منه فان أبا الدرداء كان يقول لن تزالوا بخير ما احببتم خياركم وما قيل فيكم بالحق فعرفتموه فان عارف الحق كعامله وقد تقدمك امران اما أحدهما فالكتاب له مصدق والسنة عليه شاهدة والنصر به مؤيد وامر الناس عليه جامع واما الآخر فالتجوز على الالفة إلى غل لامودة فيه والى طمع لا أمانة فيه والى بيع حكم لا عمل فيه حتى وهنت القوة وظهر في الإسلام فساده
وقد رأيت كتبا ظهرت فيما عندكم ومقالة سوء بعقوبة فرط وصحبة غليظة للمسلمين وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخفض الجناح لهم وبالرأفة بهم والمعدلة بينهم يعفى عن مسيئهم فيما يجمل العفو فيه ويعاقب المذنب على قدر ذنبه لا يقتحم بالعقوبة وجهه فإنه بلغنا ان صكة الوجه يوم القيامة لا تغفر فكيف من الموت أجمل من عقوبته لا يثنى إلى حدود الله عطفه ولا يقف في سيرته على امره يريه جهله انه في الأمور مخير وان غيه رشد فهو لحرم الله عند غضبه ملغى وبالعداة في دين الله وعلى عباده يسفه فانكم جعلتم امانتكم من أهل ذمتكم مأكلا وبين اهوائكم حتى هلكت الأموال وعلقت الرجال مع المثلة في اللحى وتقطيع الابشار ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيما بلغنا من ظلم معاهدا أو كلفه فوق طاقته فانا حجيجه فأعظم بندامة من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قليل حجيجه لقد احدثت تلك الأعمال فيما بلغني من المسلمين ضغائن ولبعض ذوي النهى في جهاده معكم ريا بما تأتينا بذلك كتبهم يسألون عنه أسأل الله ان يثنى بنا وبكم إلى امره ويتغمد ما سلف منا ومنكم بعفوه وذكرت ان اكتب إلى صاحبك فإنه يتجمل بالكتاب اليه ويستمع مني ولعل الله عز وجل أن ينفع وقد كتبت اليه بما لم آله نصحا وقد بلغني ان عمر بن عبد العزيز أتاه أخ له من الأنصار قال له ان شئت كلمتك وأنت عمر بن عبد العزيز فيما تكره اليوم وتحب غدا وان شئت كلمتك اليوم وأنت أمير المؤمنين فيما تحب اليوم وتكره غدا فقال عمر بل كلمنى اليوم وانا عمر بن عبد العزيز فيما أكره اليوم وأحب غدا جعل الله في طاعته الفتنا وفيما يحب تقلبنا ومثوانا آمين والسلام.

.باب ما ذكر من آداب الأوزاعي:

حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت أبي يقول عجزت الملوك عما أدب الأوزاعي به نفسه.

.باب ما ذكر من وفاة الأوزاعي واجتماع الناس لجنازته:

حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت عقبة يعنى بن علقمة قال كان سبب موت الأوزاعي انه اختضب بعد انصرافه من صلاة الصبح ودخل في الحمام له منزله وادخلت معه امرأته كانونا فيه فحم لئلا يصيبه البرد وغلقت الباب من برا فلما هاج الفحم صفرت نفسه وعالج الباب ليفتحه فامتنع عليه فألقى نفسه فوجدناه متوسدا ذراعه إلى القبلة حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال حدثني سالم بن المنذر قال لما سمعت الصيحة بوفاة الأوزاعي خرجت وأول من رأيت نصرانى قد ذر على رأسه الرماد فلم يزل المسلمون من أهل بيروت يعرفون ذلك له وخرجت في جنازته أربع امم ليس منها واحدة مع صاحبتها وخرجنا يحمله المسلمون وخرجت اليهود في ناحية والنصارى في ناحية والقبط في ناحية.

.باب ما ذكر في إمامة الأوزاعي:

حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سلمة النيسابوري نا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد قال سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول كان الأوزاعي إماما في السنة حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان نا إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير قال سمعت سفيان بن عيينة يقول كان الأوزاعي امام قال أبو محمد يعنى امام زمانه حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول الأئمة في الحديث أربعة الأوزاعي ومالك وسفيان وحماد بن زيد حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت أبا طالب أحمد بن حميد قال قال أحمد بن حنبل دخل سفيان والأوزاعي على مالك فلما خرجا قال مالك أحدهما أكثر علما من صاحبه ولا يصلح للامامة والآخر يصلح للامامة قال أبو محمد يعنى الأوزاعي حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا مسدد نا عبد الله بن داود عن الهيثم يعنى العجلي عن أبي إسحاق الفزاري قال قال الأوزاعي إذا مات سفيان وابن عون استوى الناس قلت في نفسي وأنت الثالث يعنى الأوزاعي قال أبو محمد يعنى أن الأوزاعي قرين الثوري وابن عون.

.باب ما ذكر من سرعة رجوع الأوزاعي إلى الحق إذا سمعه:

حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت أبي وعقبة بن علقمة يذكران قالا ما رأينا أحدا أسرع رجوعا إلى الحق إذا سمعته من الأوزاعي.

.باب ما ذكر من إتقان الأوزاعي وحفظه وتثبته في الحديث:

حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب قال قال عمرو بن على الأوزاعي ثبت لما سمع حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال قلت لأبى كان الأوزاعي يحفظ القرآن قال ثكلتك أمك واى شيء كان لا يحفظ الأوزاعي.

.باب ما ذكر من علم الأوزاعي بناقلة الآثار ورواة الاخبار وكلامه فيهم:

حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يعقوب الدمشقي نا هشام بن عمار نا الوليد بن مسلم قال سمعت الأوزاعي يقول ما اصيب أهل دمشق بأعظم من مصيبتهم بإبراهيم بن جدار العذري وبأبى يزيد الغوثى وبالمطعم بن المقدام الصنعاني قال أبو محمد فقد بان بأن الأوزاعي رضيهم إذ وصف من أمرهم ما ذكرنا نا أبي نا إبراهيم بن الوليد بن سلمة الطبراني نا أبو مسهر نا يزيد بن السمط قال كان الأوزاعي يقول ما أحد اعلم الزهري من قرة
بن عبد الرحمن بن حيوءيل قال أبو محمد لم يكن الأوزاعي وقف على كتابه معمر عن الزهرى فإنه أكثرهم رواية عنه ولاوقف على كتابة عقيل ويونس وانما شاهد من قرة ما كان يورده عليه فتصور صورته عنده انه أعلمهم بالزهرى ويحتمل انه عنى انه كان عالما بأخلاق الزهرى ولم يرد أنه كان عالما بحديث الزهرى والله اعلم حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل نا أيوب بن تميم القارى عن الأوزاعي انه كان إذا حدث عن إسماعيل بن عبيد الله قال وكان مأمونا على ما حدث حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلى نا أبو موسى الأنصاري يعنى الخطمي نا الوليد بن مسلم قال سمعت الأوزاعي يفضل محمد بن الوليد الزبيدي على جميع من سمع من الزهرى حدثنا عبد الرحمن نا أبي رضي الله عنه قال نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا مسهر قال قال الأوزاعي عليكم بكتب الوليد بن مزيد فانها صحيحة حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال قال لي يوسف بن السفر سمعت الأوزاعي يقول ما عرض على كتاب أصح من كتب الوليد بن مزيد نا العباس بن الوليد قال سمعت صالح بن زيد شيخ لنا قال قلت للوليد بن مسلم إلى من اختلف فقال عليك بالوليد بن مزيد فانى سمعت الأوزاعي يقول كتب الوليد بن مزيد صحيحة حدثنا عبد الرحمن نا أبي أحمد بن إبراهيم الدورقي نا محمد بن عباد قال سمعت محمد بن يوسف قال سمعت الأوزاعي وسأله رجل أيهما أحب إليك سليمان الخواص أو إبراهيم بن أدهم فقال إبراهيم أحب إلى لأن إبراهيم يختلط بالناس وينبسط إليهم حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا هارون بن سعيد الأيلي نا خالد يعنى بن نزار قال سألني الأوزاعي فقال لي أنت من أهل أيلة أين أنت عن أبي يزيد يعنى يونس بن يزيد الأيلي وحضنى عليه.

.باب ما ذكر من فضل الأوزاعي ونصحه للإسلام واهله:

حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال حدثني عقبة بن علقمة حدثني موسى بن يسار وكان صحب مكحولا أربع عشرة سنة يقول ما رأيت أحد أبصر ولا انفى للغل عن الإسلام أو السنة من الأوزاعي حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد نا بن أبي الحواري ومحمود بن خالد قالا نا أبو أسامة حماد بن أسامة قال رأيت الأوزاعي وسفيان الثوري يطوفان بالبيت فلو قيل لي اختر أحد الرجلين للامة لاخترت الأوزاعي لأنه كان احلم الرجلين حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد سمعت أبي يقول كان الأوزاعي إذا أخذ في واحدة من ثلاث لم يجب سائلا ولم يقطعه حتى يبلغ فيه إذا ذكر المعاد وإذا ذكر القدر قال أبو الفضل ونسيت الثالثة حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد حدثني محمد بن هلال نا بن أبي العشرين يعنى عبد الحميد بن حبيب قال لما سوينا على الأوزاعي تراب قبره قام والى الساحل عند رأسه فقال رحمك الله أبا عمرو فوالله لقد كنت لك أشد تقية من الذي ولانى فمن ظلم بعدك فليصبر.

.باب ما ذكر من جلالة الأوزاعي وتعظيم العلماء له:

حدثنا عبد الرحمن نا عبد الله بن محمد بن عمرو الغزى قال سمعت قبيصة يقول كان سفيان يعنى الثوري إذا جاءه كتاب نظر في عنوانه ثم يدسه تحت البورى فإذا جاء كتاب الأوزاعي فكه وقرأه من ساعته حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم قال سمعت قبيصة يقول ما رأيت سفيان يقرأ كتاب أحد ممن يدفع اليه يضعه ساعة الا كتاب الأوزاعي وورقاء فإنه ورد عليه كتاب الأوزاعي فقرأ ثم تبسم فقال سألني النقلة سألني النقلة حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال حدثني عمر بن عثمان بن عاصم قال حدثني أبي قال رأيت سفيان الثوري بمكة آخذا بزمام ناقة الأوزاعي وهو يقول كفوا عنا يا معشر الشباب حتى نسلل الشيخ حدثنا عبد الرحمن نا سعيد بن سعد البخاري نا عثمان بن عاصم أخو على بن عاصم قال رأيت شيخا بين الصفا والمروة على ناقة وشيخا يقوده واجتمع أصحاب الحديث عليه فجعل الشيخ الذي يقود الشيخ يقول يا معشر الشباب كفوا حتى نسل الشيخ فقلت من هذا الراكب قالوا هذا الأوزاعي قلت فمن هذا الذي يقوده قالوا سفيان الثوري حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قال ذكر لي رجل من ولد الأحنف بن قيس قال بلغني ان سفيان الثوري بلغه مقدم الأوزاعي فخرج حتى لقيه بذي طوى قال فحل سفيان رأس البعير من القطار ووضعه على رقبته فكان إذا مر بجماعة قال الطريق للشيخ حدثنا عبد الرحمن نا على بن الحسن الهسنجاني قال سمعت أبا توبة يعنى الربيع بن نافع يقول قال سلمة بن كلثوم جاء سفيان الثوري فدخل على الأوزاعي فجلسا من الأولى إلى العصر قد اطرق كل واحد منهما توقيرا لصاحبه.

.ما ذكر من مناقب الأوزاعي:

حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد املاء حدثني محمد بن عبد الرحمن السلمي حدثني محمد بن عبد الرحمن الأوزاعي قال أبو الفضل وقد أدركت محمد بن الأوزاعي هذا وما يشك أهل زمانه انه كان من الابدال قال قال لي أبي انى أريد أن أحدثك حديثا اسرك به ولا افعل حتى تعطينى موثقا انك لا تحدث به ما كنت حيا قال قلت افعل يا ابه قال
انى رأيت كأني وقف بي على باب من أبواب الجنة وإذا أحد مصراعى الباب قد زال عن موضعه وإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يعالجون رده فردوه ثم تركوه فزال ثم اعادوا ثم ثبت في موضعه فزال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الرحمن ألا تمسك معنا قال فأمسكت معهم فثبت حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن عبد الرحيم بن البرقي المصري عمرو بن أبي سلمة قال سمعت الوليد بن مسلم يحدث قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فسلمت عليه وإذا شيخ جالس إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم وإذا الشيخ قد اقبل على النبي صلى الله عليه وسلم يحدثه والنبي صلى الله عليه وسلم مقبل على الشيخ يسمع حديثه فسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم فرد علي السلام ثم جلست إلى بعض جلساءه فقلت من الشيخ الذي قد أقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسمع حديثه قال وما تعرف هذا قلت لا قال هذا عبد الرحمن بن عمرو قلت انه لذو منزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أجل ثم حانت منى التفاته فإذا انا بالأوزاعي قائم في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد نا عقبة قال آخر ما سمعت من الأوزاعي انا جلسنا اليه ليلة هلك فيها من الغد إذ اذن المؤذن وكان مؤذنا حسن االصوت فقال ما أحسن صوته لقد بلغني ان داود عليه السلام كان إذا أخذ في بعض مزاميره عكفت الوحوش والطير حوله حتى تموت عطشا وان كانت الانهار لتقف ثم وجم ساعة ثم قال كل أمر لا يذكر فيه المعاد لا خير فيه واقيمت الصلاة فكان آخر العهد به حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قال سمعت إبراهيم بن أيوب يقول أقبل الأوزاعي من دمشق يريد الساحل أو أقبل من الساحل يريد دمشق فنزل بأخ له في القرية التي نشأ فيها وهى الكرك فقدم الرجل عشاءه فلما وضع المائده بين يديه ومد الأوزاعي يده ليتناول منه قال الرجل كل يا أبا عمرو واعذرنا فإنك اتيتنا في وقت ضيق فرد يده في كمه واقبل عليه الرجل يسأله ان يأكل من طعامه فأبى فلما طال على الرجل رفع المائدة وبات فلما أصبح غدا وتبعه الرجل فقال يا أبا عمرو ما حملك على ما صنعت والله ما افدت بعدك مالا وما هو الا المال الذي تعرف فلما أكثر عليه قال ما كنت لاصيب طعاما قل شكر الله عليه أو كفرت نعمة الله عنده وكان تلك الليلة صائما قال أبو محمد يعنى فلم يفطر حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم قال قال قبيصة قال رجل لسفيان يا أبا عبد الله رأيت كأن ريحانه قلعت من الشام أراه قال فذهب بها في السماء قال سفيان ان صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي قال فجاءه نعى الأوزاعي في ذلك اليوم سواء.